[color:c9f5=green][size=24][center]إلا رسول الله
د.عبد المعطي الدالاتي
التعصب للأشخاص ذميم، والتحزّب مرض يصيب العقل، فيقزّم الإنسان، ويقتل فيه روح الإبداع والتجديد..
وليس من شأن المسلم الحر أن يدور حول الأشخاص..
بل إن كعبته التي يطوف حولها هي المبادىء و صادق الأفكار..
والمسلم يجلّ علماء الإسلام ويستغفر لهم ولكل المسلمين..
ولكنه لا يُسلّم عقله لأحد من العلماء أو الدعاة أوالصالحين..
ولا يسلّمه إلا للمعصوم عليه الصلاة والسلام..
ليقود المعصومُ هذا العقلَ إلى مراشده..
كل تقليد تقزيم وجمود، إلا تقليد السنة ففيه كل التجديد !
وأنا أعجب من مسلم ينتسب إلى أحد غير الرسول،
فيعرف نفسه مثلا:
الشافعي مذهباً، والأشعري عقيدة، والرفاعي طريقة،
والعربي نسبا، و.. !
ويحك وماذا أبقيت لمحمد بن عبد الله صلى الله عليه وسلم ؟
وبأي وجه ستلاقي الحبيب، تطلب منه شفاعة و شربة ماء؟!
ويحك لا تزال تقول: أنا حنفي..
ولا أسمعك تقول: " حنيفاً مسلمًا " !
رحم الله علماء الإسلام، ما أرادوا هذا..
أرادوها مدارس علم وفهم، لا مذاهب هوى وتعصب..
فها هو المربي عبد القادرالجيلاني يقول:
" لا أريد من الخلق سوى محمد "..
وكما قال ابن حزم: "كل إنسان، سوى المبشَّرين، تُرجى له الجنة، ويُخشى عليه من النار"..
* * *
وفي عودة الرسول وأصحابه من غزوة الغابة التي لمع فيها
نجم العدّاء الأول سلمة بن الأكوع..
أردف رسول الله عليه الصلاة والسلام سلمة خلفه،
ولما لاحت معالم المدينة،اقترب عدّاء أنصاري من سلمة،
وتحداه قائلا:
من يسابق ؟!
لم يرد سلمة..
الأنصاري: من يسابق ؟
سلمة: أما تُكرم كريماً، ولا تهاب شريفاً ؟!
الأنصاري: لا.. إلا رسولَ الله..!
سلمة: يا رسول الله بأبي أنت وأمي خلني فلأسابق الرجل ؟
فأذِنَ له الرسول..
ترجّل سلمة، وبعد هنيهة، إذا به يضرب بين كتفي الأنصاري، قائلا:
سبقتك والله..
فضحك الأنصاري وقال: إن أظن !
قرأت القصة في المسندالمبارك،
وعلى هامشها تركت هذه الكلمات:
" إن السابق هنا، هو المسبوق !..
غفر الله لسلمة..
لو كنت مكانه لما ترجّلت عن ناقة رسول الله لمسابقة أحد أبدا !"
منقول[/center][/size][/color]