سجل تعليقك واحفر إعجابك!
الإنسان المثقف بحاله يملك في حناياه خواطر ومشاعر وأحاسيس ، وحينها يلوذ ويلجأ إلى القلم ، والأوراق لأنها الشُطآن التي يضع عليها مراكبه في الوصول إلى من يهوى ويعشق ، يسرح خياله متجاوزاً حدود الواقع ويصل إلى ما وراء الأفق البعيد ، يحتاج إلى أن يبوح بما يجول في خواطره ليسكبه مشاعر و يسرجه قناديل وهاجة وكل هذا يكون ترجمة لفراق حبيب أو لقيا محبوب أو منظر خلاب أو نظرة قاتلة.
وعندما يكون ذلك المثقف الإنسان بحجم الأستاذ القدير/ عادل حسن مكي ، فيكون الأمر مختلف تماماً لأننا هنا نقرأ لشاعر امتلك ناصية الإبداع وتربع على مملكة الحرف فهو هنا يناجي محبوبته قائلا لها " كوني معي" .
============ أبيات القصيدة ==============
كُوْنِي مَعي وابْعَثِي في قَلْبِيَ الأَمَلا
وَاحْيِي شُجُونَ الْهَوى والشَوقِ والغَزَلا
كُوْنِي مَعي وارْحَمي قَلْبي وَلَوْعَتَه
وأطْفِئي شَجَناً فِي مُهْجَتِي اشْتَعَلا
كُوْنِي سُروري وحٌزْنِي،نَشْوَتِي،كَدَري،
جَدي وَهَزَلي،وَنَجْمِي لاحَ أو أفَلا
كُوْني سَمَائِي وَأرْضِي،عَالَمي،وَطَنِي
كَواكِبي،قَمَري بِالحُسْنِ مُكْتَمِلا
كُوْني سَفِيْنَة إبْحَارِيْ إذا غَرِقَتْ
مَرَاكِبي، واحْمِلِيني عَاشِقَاً ثَمِلا
كُوْني تَراتِيلَ إلهَامِي وَقافِيَتي
وَأَحْرُفَاً تَعْزِفُ الأَلْفَاظَ والجُمَلَا
كُوْني تَسَابِيْحَ رُوْحِي نُوْرَ مُعْتَقَدي،
حَبْليْ الذي لَمْ يَزل بالله مُتْصِلا
كُوْني غِناي وَفَقْري،صِحَتي،سَقَمي
عْزّي وذُلي وكُوْني المُرَ والْعَسَلا
كُوْني بِقُرْبي،اسْمَعي نَبْضي،دَعي شَجَني
يَسْتَنطقُ البَوح لا تَسْتَسْلِمي خَجَلا
ضُمي حَنِيْنِي،جِراحَاتي،اُحْضُني لَهَفي
وَعَانِقي في دَمي شَوقَاً بَكَى وَجَلا
عِيْشي مَعي وَاقِعاً أَمْسَيْتُ اكْتُبُه
نَزَفاً يُقَرِبُ من أيامِيَ الأَجَلا
وَجْهاً لِوجهٍ تَعالَي نَشْتَكي ألماً
نَبْكي رَجَاءً نُنَاجي غَائِبَاً رَحَلا
بِي مِثْلُ مَا بكِ لا الأيْامُ تَجْمَعُنَا
وَلَمْ يَعُدْ عَنْكِ هَذا البُعْدُ مُحْتَمَلا
أهْواكِ دَانِيَةً ، أهْواكِ نَائِيَةً،
هيهَاتَ أنْسَاكِ أو قَلْبي هَواكِ سَلا
حَبِيْبَتي أنتِ إني لَستُ أُنْكِرُهَا
حَقِيْقَةً كِدْتُ مِنْها أرْتَدي الخَبَلا
حَقِيْقَةً كَرُؤى الإصْباحِ سَاطِعَةً
لا تَقْبَلُ الزَيْفَ والإنْكَارَ والحِيَلا
كُوْني كَما شِئْتِ كَوْني لَيْسَ يُغْضِبُني
مِنْكِ التَجَني وَلو للقَلبِ قَدْ قَتَلا